للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما تنبغي الإشارة إليه والتنبيه عليه أنه - كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -: (قد يقع في هذه المصنفات من الأحاديث الضعيفة ما يعرفه أهل المعرفة. وقد يروي كثير من الناس في الصفات وسار أبواب الاعتقادات وعامة أبواب الدين أحاديث كثيرة تكون موضوعة مكذوبة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (١) .

وقد أقام الله سبحانه من يحفظ سنّة نبيه ويعنى بتمييز صحيحها من غيره ويضع المقاييس والضوابط لذلك، وقامت دراسات دقيقة ومحكمة لمتون الأحاديث وأسانيدها حتى أصبحت هناك إمكانية لمعرفة الأحاديث


= عثمان العبسي، توفي سنة ٢٢٥هـ، وأبو بكر الأثرم (المتقدم ذكره) وأبو داود السجستاني (صاحب السنن) ، وأبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم البصري توفي سنة ٢٧٥هـ، وأبو بكر أحمد بن علي سعيد المروزي توفي سنة ٢٩٢هـ، وأبو بكر الخلال (المتقدم ذكره) ، وأبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني العسال توفي سنة ٣٤٩هـ، وأبو القاسم الطبراني (السابق ذكره) ، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان ويقال ابن حبان توفي سنة ٤٣٤هـ، وأبو ذر الهروي (السابق ذكره) وغيرهم، وقد يسمون تلك المصنفات بأسماء أخرى ... انظر: ابن تيمية، «الفتوى الحموية الكبرى» ، بتحقيق محمد عبد الرزاق حمزة: ص ١٧ - ٢٠، «منهاج السنّة» ، بتحقيق محمد رشاد سالم: (٢/٢٨٣) ، السفاريني: «لوامع الأنوار البهية» : (١/٢١، ٢٢) ، «الرسالة المستطرفة» : (ص ٢٩- ٣٠) ، وانظر: علي سامي النشار مقدمة «عقائد السلف» : (ص ٥- ٧) .
وأقول - مع بالغ الأسف - إن هذه المدونات المهمة لم تأخذ العناية من المؤسسات التعليمية والباحثين في مجال العقائد الإسلامية، وأصبح اعتماد كثير من المؤسسات الثقافية في العالم الإسلامي على كتب المتأخرين المشوبة بكثير من الأفكار الغريبة والآراء الدخيلة، مع أن الواجب الشرعي والمنهج العلمي يقتضي أن نرجع إلى الأصول قبل كل شيء، وإنه لمن الضروري العناية بهذه الأصول وإخراج هذه الكنوز وتحقيقها، تلك التي قد ضاع بعضها وبعضها قابع في مراكز المخطوطات في العالم وقليل منها بين أيدي الناس ...
(١) ابن تيمية: «عقيدة أهل السنّة» بتعليق الشيخ عبد الرزاق عفيفي: ص ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>