للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا نظرنا في كتب الاعتقاد عندهم. مثل كتاب «أوائل المقالات» لشيخهم المفيد، وهو من كتبهم المعتمدة في العقيدة باعتراف شيوخهم المعاصرين (١) ، نجده يقول: (واتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار.. وأن من مات منهم على تلك البدعة فهو من أهل النار) (٢) .

بينما في كتب العقيدة عند أهل السنّة لا يكفرون أهل البدع مطلقاً. قال الطحاوي مثلاً: (ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين ما داموا بما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - معترفين وله بكل ما قال وأخبر مصدقين) ، قال شارح «الطحاوية» : (والمراد بقوله أهل قبلتنا: من يدعي الإسلام ويستقبل الكعبة وإن كان من أهل الأهواء ومن أهل المعاصي ما لم يكذب بشيء مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -) (٣) .

هذا ما يقوله أئمة أهل السنّة وذاك ما يقوله أئمة الروافض، وهو قول من عشرات الأقوال في تكفير المسلمين، نقلنا شيئاً منها فيما مضى. فمن هو الذي يكفر؟!!

مناقشة السبب الثاني: أما دعوى أن أهل السنّة لا يتلقون عن أهل البيت. فلنر حقيقة ذلك في بعض أئمة أهل البيت:

مثلاً "زيد بن علي بن الحسين" وهو من خيار أهل البيت:

نجد في كتاب الرجال عند أهل السنّة توثيقه والثناء عليه وقبول


(١) انظر: «الشيعة في الميزان» : ص ١٤.
(٢) «أوائل المقالات» : ص ٥٣، وللتعرف على مزيد من الشواهد انظر: ص ٣١٤ وما بعدها من هذه الرسالة.
(٣) «شرح الطحاوية» : (ص ٣٥٠- ٣٥١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>