للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين الطائفتين في بغداد، والذي بدأ في سنة ٣٣٨هـ في ربيع الأول منها وذلك بحدوث فتنة بين أهل السنّة والشيعة (١) لأول مرة في تاريخ بغداد (٢) ، ثم توالت الفتن بينهما (٣) بعد ذلك.

ومحاولات التقريب التي وقعت للقضاء على ذلك الصراع الدموي العنيف لا نعلم عن تفاصيلها شيئاً، فهي مجرد "إشارات" نقلها بعض المؤرخين. فمثلاً قال ابن كثير:

في سنة ٤٣٧ (اتفق أهل السنّة والشيعة على مواجهة اليهود في بغداد وقاموا بنهب دورهم وإحراق الكنيسة العتيقة التي لهم) (٤) ولم يفصل أكثر من ذلك، والأقرب أن هذا الاتفاق جرى من عوام الفريقين، ذلك أن صنيعهم مع أهل الكتاب لا يتفق ومبادئ الإسلام في حقوق أهل الذمة. ولكن هذا "الاتفاق" ما لبث أن انتهى سريعاً، ففي سنة ٤٣٩ (وقعت فتنة بين الروافض والسنّة ببغداد قتل فيها خلق كثير) (٥) .

لكن بعد ذلك حدث وفاق وتصالح مرة أخرى، فيذكر ابن كثير أنه في سنة ٤٤٢هـ (اصطلح الروافض والسنة ببغداد وذهبوا كلهم لزيارة مشهد علي ومشهد الحسين، وترضوا - أي الروافض - في الكرخ على الصحابة كلهم وترحموا عليهم، وصلوا في مساجد السنّة،


(١) ابن كثير: «البداية والنهاية» : (١١/٢٢١) .
(٢) عبد الرزاق الحصان: «المهدي والمهدوية» : ص ٧٤.
(٣) انظر مثلاً: حوادث سنة ٤٠٦، ٤٠٨، ٤٢١، ٤٢٢، ٤٢٥، ٤٣٩، ٤٤٣، ٤٤٤، ٤٤٥، ٤٤٧، ٤٧٨، ٤٨١، ٤٨٢، ٤٨٦، ٥١٠. في «البداية والنهاية» وغيرها.
(٤) ابن كثير: «البداية والنهاية» : (١٢/٥٤) .
(٥) المصدر السابق: (١٢/٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>