للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهيم، ما تلبث أن تنتهي. ونقول - من غير تحيز أو تعصب - بأن أسباب الصراع والفتن - في الغالب - مصدره وسببه الروافض نتيجة لسبهم وتكفيرهم للصحابة في مآتمهم السنوية "عاشوراء"، وهذا واضح لمن يستقرئ التاريخ.. فكان استفزازهم لأهل السنّة و"شنائعهم" تقضي على كل محاولة "وفاق".

وإذا كان ما مضى ذكره من محاولات كانت - كما يظهر - تتم عن طريق "القاعدة الشعبية"، فإن هناك بعض المحاولات عن طريق "القمة" أو "القيادة السياسية"، ومن ذلك ما قام به "المأمون" من توليته العهد "لعلي الرضا" (١) ، والذي يزعم التشيع له وأتباعه طوائف من الروافض وغيرهم (٢) . وذلك أن المأمون رأى أن علياً الرضا خير أهل البيت - يعني في زمنه - وليس في بني العباس مثله في علمه ودينه (٣) ، فقلده ولاية العهد، وقد يكون في صنيع المأمون لو تحققت نتيجته امتصاصاً للنقمة، وتحقيقاً للمودة من قطاع كبير يزعم أحقية "الرضا" للخلافة وتفويتاً للفرصة أمام الأعداء الذين يستغلون دعوى التشيع لأهل البيت من أجل تحقيق أغراض لهم ضد


(١) علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي العلوي الملقب بالرضا، وقد روى الحديث عن أبيه وغيره وعنه جماعة منهم أبو الصلت الهروي وأبو عثمان المازني. قال ابن المسعاني: والخلل في رواياته من رواته، فإنه ما روى عنه إلا متروك. توفي بطوس سنة ٢٠٣هـ. انظر: السمعاني: «الأنساب» : (٦/١٤٠) ، ابن تيمية: «منهاج السنّة» : (٢/١٥٥) وما بعدها ط ١، ابن كثير: «البداية والنهاية» : (١٠/٢٥٠) ، الذهبي: «الكاشف» : (٢/٢٩٦) .
(٢) وكان توليته العهد يوم الإثنين لسبع خلون من شهر رمضان سنة ٢٠١هـ. انظر: «تاريخ خليفة بن خياط» : ص ٤٧٠، «تاريخ اليعقوبي» : (٢/٤٤٨) ، «تاريخ الطبري» : (١٠/٢٤٣) ، ابن كثير: «البداية» : (١٠/٢٤٧) .
(٣) ابن كثير: «البداية والنهاية» : (١٠/٢٤٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>