ومن الغريب أنه نبتت نابتة في هذا العصر من الروافض وحاول توهين القصة، وحجته أن الذين ذكروا الحادثة غير معاصرين للواقعة. وحينما جاء على من ذكر الحادثة من معاصريها مثل أبي شامة شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل ت ٦٦٥هـ كان جوابه عن ذلك بأنه وإن عاصر الحادثة معاصرة زمانية لكنه من دمشق فلم تتوفر فيه المعاصرة المكانية. انظر: محمد الشيخ حسين الساعدي: «مؤيد الدين بن العلقمي وأسرار سقوط الدولة العباسية» وقد ساعدت جامعة بغداد على نشر الكتاب. ثم بحثت ذلك في كتب التاريخ فوجدت شهادة هامة لأحد كبار المؤرخين تتوفر فيه ثلاث صفات: ١- أن الشيعة يعتبرونه من رجالهم. ٢- أنه من بغداد. ٣- أنه متوفى سنة ٦٧٤هـ. فهو شيعي بغدادي معاصر للحادثة، ذلك هو الإمام الفقيه علي بن أنجب المعروف بابن الساعي الذي قال: (.. وفي أيامه - يعني المستعصم - استولت التتار على بغداد وقتلوا الخليفة، وبه انقضت الدولة العباسية من أرض العراق، وسببه أن وزير الخليفة مؤيد الدين بن العلقمي كان رافضياً.. إلخ) «مختصر أخبار الخلفاء» : (ص ١٣٦ - ١٣٧) . وابن الساعي ذكره محسن الأمين في أعيان الشيعة من رجال الشيعة وقال: (علي بن أنجب البغدادي المعروف بابن الساعي له أخبار الخلفاء ت ٦٧٤هـ) «أعيان الشيعة» : (١/٣٠٥) . (٢) المستعصم: (أمير المؤمنين آخر خلفاء بني العباس في العراق، وهو أبو أحمد عبد الله بن المستنصر بالله أبي جعفر منصور بن الظاهر بأمر الله، كان مولده سنة ٦٠٩هـ وبويع بالخلافة سنة ٦٤٠هـ، وقد كان رحمه الله سنيّاً على طريقة السلف واعتقاد الجماعة ولكن كان فيه لين وعدم تيقظ، وقتل رحمه الله سنة ٦٥٦هـ) ، ابن كثير: «البداية والنهاية» : (١٣/٢٠٤- ٢٠٥) .