للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يجد وسيلة يتذرع بها لإثبات هذه «الفرية» إلا محاولة خداع القارئ بذكر بعض ما ورد في كتب السنّة من أحاديث الناسخ والمنسوخ واختلاف القراءات.

وهذا لا مستمسك لهم به، ومسألة النسخ والقراءات مما وقع في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وثبت عنه، والروافض أنفسهم يقرون بهذا؛ قال الطبرسي (١) في «مجمع البيان» : (ومنها ما يرتفع اللفظ ويثبت الحكم كآية الرجم) (٢) .

والقارئ المسلم يعجب لهذا المسلك من بعض الروافض (٣) فهم يزعمون أنهم ينكرون التحريف ويحاولون تبرئة مذهبهم من هذه "الدعوى"، ولكن أسلوبهم وطريقتهم في الدفاع توحي بأنهم يحاولون إثبات التحريف - سواء قصدوا ذلك أو لم يقصدوه - ذلك أنهم وهم يحاولون تبرئة مذهبهم من هذا القول؛ في الوقت نفسه يضللون القارئ بشبه وافتراءات يزعمون أنها أدلة من طريق السنّة توحي بالتحريف، وأنها تشاكل ما جاء في كتبهم، وهذا مسلك غريب وهو شاهد على عدم نقاوة أصحاب هذا الأسلوب من لوثة ذلك الاعتقاد.


(١) الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي أبو علي، من علماء الإمامية، هو عندهم ثقة فاضل ديّن عين يلقبونه بـ "أمين الدين"، من مؤلفاته: «مجمع البيان في تفسير القرآن» ، توفي عام ٥٤٨هـ. انظر: «أمل الآمل» : (٢/٢١٦) ، «الأعلام» : (٥/٣٥٢-٣٥٣) .
(٢) «مجمع البيان» : (١/١٨٠) .
(٣) وممن سلك هذا المسلك: عبد الحسين الرشتي في كتابه «كشف الاشتباه» ، وقال في آخر ما ادعى نقله من طريق السنّة: (فعلى شهادة هذين العظيمين ـ أعني ابن مسعود وأبا الدرداء ـ يستحق هذا القرآن الذي بأيدينا الطبخ أو الحرق لاشتماله الزيادة والنقيصة..) «كشف الاشتباه» : ص ٥٨. ومنهم الخنيزي في كتابه «الدعوة الإسلامية» ، ومحسن أمين في كتابه «الشيعة بين الحقائق والأوهام» ، وعبد الحسين شرف الدين الموسوي في كتابه «أجوبة مسائل جار الله» والأميني النجفي في كتابه «الغدير» وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>