للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حميد الساعدي أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قولوا: «اللهم صَلِّ على محمد وأزواجه وذريته..» (١) فهذا الحديث يفسر الذي قبله ويبين أن آل محمد يشمل "أزواجه وذريته" (٢) .

ومما يدل على دخول أزواجه في "أهل بيته" - عليه السلام - قوله تعالى في خطاب نساء نبيه - صلى الله عليه وسلم - (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (٣) فهذه الآية ظاهرة الدلالة على أن زوجاته - صلى الله عليه وسلم - من أهل بيته، ولهذا قال ابن كثير: (الذي لا يشك فيه من تدبر القرآن أن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - داخلات في قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) فإن سياق الكلام معهن، ولهذا قال تعالى بعد هذا كله (٤) (واذكرن ما يتلى في بيوتكن منءَايت الله والحكمة) (٥) .

وقال بدخولهن في ذلك جمع كبير من المفسرين (٦)


(١) المصدر السابق: (٦/٤٠٧) .
(٢) انظر: «جلاء الأفهام» لابن القيم: ص ١١٩ - ١٢٠.
(٣) الأحزاب: آية ٣٣.
(٤) «تفسير ابن كثير» : (٣/٥٠٦) .
(٥) الأحزاب: آية ٣٤.
(٦) انظر: القرطبي: (١٤/١٨٢ - ١٨٤) ، «البحر المحيط» لابن حيان: (٧/٢٣٢) وانظر: «الكشاف» للزمخشري: (٣/٢٦٠) ، «تفسير أبي السعود» : (٤/٤١٧) ، «مفاتيح الغيب» : (٢٥/٢٠٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>