فاحتمل أن يكون ذَلِكَ مفروضا عَلَى الجميع كالصلاة، والصوم، واحتمل أن يكون ذَلِكَ مفروضا عَلَى الكفاية، فإذا قام بثغور المسلمين من فِيهِ الكفاية سقط الإثم عن المتخلفين، فدل قوله:{لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}[النساء: ٩٥] ، عَلَى سقوط الإثم عن المتخلف إذا قام بالعدو من فِيهِ الكفاية، لأنه لما وعد المتخلف عن الجهاد، لقوله:{وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}[النساء: ٩٥] ، دل عَلَى أنه غير حرج، ودل قوله:{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً}[التوبة: ١٢٢] ، عَلَى مثال هذا المعنى مع أنا لا نعلم لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوة خرج فيها إلا وقد تخلف عَنْهُ فيها رجال، وتخلف صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن سرايا أخرجها، ففي تخلفه عن الخروج مع السرايا مع قوله فِي خبر أبي سعيد الخدري:«لينبعث من كل رجلين رجل والأجر بينهما» .
دليل عَلَى مَا قلناه.
وللرجل أن يتخلف عن الجهاد من أجل والديه لحديث عبد الله بن عمرو: