للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جملة واحدة؛ ويجوز تقدير العامل قبل إياي لحذفه، فإن ذكر اتصل الضمير نحو: باعدني من الشر، والشر مني؛ وعلى تقدير: أباعد، لا يجوز الاتصال فليذكر مؤخراً.

(وتحذيراً إياك وأخواته) - وهي إياك وإياكما وإياكم وإياكن؛ والشائع في التحذير أن يراد به المخاطب.

(ونفسك وشبهه من المضاف إلى المخاطب) - نحو: رأسك والحائط، عينك والنظر لما لا يحل لك، فمك والحرام، رجلك والحجر.

(معطوفاً عليهن المحذور) - كما مثل؛ والكلام جملة واحدة، فإذا قلت: إياك والشر، فالتقدير: إياك باعد من الشر، والشر منك؛ وهذا قول السيرافي وجماعة؛ وقال ابن طاهر وتلميذه ابن خروف: هو جملتان، والتقدير: إياك باعد من الشر، واحذر الشر؛ وقال ابن عصفور مرة: الصحيح الأول، للزوم إضمار العامل في هذا، ولو كان كما زعم الثاني لكان باتفاق من النحويين من قبيل الجائز إظهاره، لكنه لا يجوز، وإنما وجب الإضمار، لتنزل إياك منزلته، وتحمله ضمير الفعل؛ ولا يبعد مجيء هذا الخلاف في: نفسك والشر ونحوه.

(بإضمار ما يليق من: نح أو اتق وشبههما) - كباعد واحفظ؛ وهو متأخر عن إياك، ولا يقدر متقدماً؛ والضمير متصل، فلما حذف انفصل؛ إذ يلزم كون الأصل: باعدك، مثلاً؛ وهو ممتنع في غير بابه؛ وهذا بخلاف إياي عند تقدير الأمر كما سبق؛ وبخلاف: نفسك والشر ونحوه؛ إذ يقدر مقدماً ومؤخراً.

(ولا يكون المحذور ظاهراً ولا ضمير غائب، إلا وهو معطوف) - فالظاهر نحو: إياك والشر، ونفسك والشر، وماز رأسك والسيف، وهو ترخيم مازني

<<  <  ج: ص:  >  >>