(أو بتجردهما للإسناد) - أي تعرى المبتدأ والخبر من العوامل اللفظية، وهو مذهب الجرمي وكثير من البصريين. ويُرَدُّ بما رُدَّ به ما قبله.
(أو رفع بالابتداء المبتدأ، وبهما الخبر) - الضمير في بهما للمبتدأ والابتداء. وهذا قول أبي إسحاق وأصحابه، ونسب إلى المبرد. وقيل إن قول المبرد كقول سيبويه. ورُد هذا المذهب بأنه يقتضي منع تقديم الخبر لأنه لا يتقدم إذا كان العامل غير لف ظمتصرف.
(أو قال: ترافعا) - فرفع المبتدأ الخبر، والخبر المبتدأ. وهذا مذهبُ الكوفيين. ورُد بأن المبتدأ قد يرفع غير الخبر، والخبر قد يرفع غير المبتدأ نحو: القائمُ أبوه ضاحكٌ أخوه. فلو ترافعا لعمل الاسمُ رفعَيْن دون إتباع.
(ولا خبر للوصف المذكور لشدة شبهه بالفعل) - فإذا قلت: أقائمٌ الزيدان؟ فالزيدان فاعلٌ مُغْنٍ عن الخبر كما تقدم، وليس ثم خبرٌ محذوفٌ، خلافاً لبعضهم، وذلك لتمام الكلام بدون تقدير، كما في قولك: أيقوم الزيدان؟
(ولذا) - أي لشدة شبه هذا الوصف المجعول مبتدأ بالفعل.
(لا يُصَغرُ) - فلا تقول: أضويربٌ الزيدان؟ ولا أمضَيرِبٌ البكران؟
(ولا يوصف) - فلا يقال: أضاربٌ عاقلٌ الزيدان؟
(ولا يُعرَّفُ) - فلا يقال: القائمُ أخواك؟ قال ابن السراج: لأن المعارف لا تقوم مقام الأفعال.
(ولا يثنى ولا يُجْمَعُ إلا على لغة:"يتعاقبُون فيكم ملائكةً") - فلا