يقال: أقائمان الزيدان؟ ولا أقائمون الزيدون؟ على أن ما بعد الوصف مرفوع بالفاعلية، بل على أن الوصف خبر مقدم وما بعده مبتدأ. إلا على لغة: أكلوني البراغيثُ، وعليها خرج المصنف قوله صلى الله عليه وسلم:
"يتعاقبُون فيكم ملائكةٌ بالليل وملائكةٌ بالنهار". ومن ورودها في الوصف قوله عليه السلام:"أو مُخْرِجيَّ هم" على ذلك خرجه أبو محمد بن حوط الله، وفيه نظر.
(ولا يجري ذلك المجرى) - وهو أن يكون مبتدأ، وما بعده مرفوعٌ به مُغْن عن الخبر.
(باستحسانٍ إلا بعد استفهامٍ أو نفيٍ) - وهذا مذهبُ جمهور البصريين. وشمل قوله كل أداة استفهامٍ أو نفيٍ، فتقول: أين قائمٌ الزيدان؟ وكذا باقيها، وتقول: ليس قائمٌ الزيدان، فيسد الزيدان مسد خبر ليس، وكذلك تقول في "ما" إن جعلتها حجازية. ودلَّ قوله: باستحسان على أنه يجوز كون الوصف مبتدأ رافعاً ما سد مسدَّ الخبر وإن لم يعتمد. لكنه ليس باستحسان. ونسبه المصنفُ إلى سيبويه. قال: ومن زعم أن سيبويه يمنعه فقد قوله ما لم يقل. وعلى هذا يقال: قائمٌ الزيدان. وجعل منه قوله:
(١٩٩) فخيرٌ نحنُ عند الناس منكم ... إذا الداعي المثوبُ قال يالا