الزيدون ضاربتُهم هُن. فإفراد ضارب لرفعه الظاهر. وعلى طريقة الكوفيين إن رفعت الضمير البارز على الفاعلية فكمذهب البصريين، وإن رفعته توكيداً للمستتر قلت: ضاربتاهما هما، وضارباتهم هُن لكن المسموع من لسان العرب الإفراد، إلا في لغة: أكلوني البراغيث. وينبغي أن يحمل قول المصنف: متحمله، على ما هو أعم من الصفة والفعل، وقد صرح هو في شرحه بوجوب الإبراز في الفعل عند خوف اللبس نحو: غلامُ زيدٍ يضربه هو، إذا أردت أن زيداً يضرب الغلام. وما قاله هو الحق، إذ لا فرق بين الصفة والفعل.
وأما ما قاله غيره من أنه لا يجب إبرازه، بل إذا خيف اللبس أزيل بتكرير الظاهر الذي هو الفاعل نحو: زيدٌ عمرو يضربه زيدٌ، فضعيف، لأن وضع الظاهر موضع المضمر في غير موضع التفخيم ضعيف.
(وقد يستكن إن أمن اللبسُ، وفاقاً للكوفيين) - فتقول: زيدٌ هندٌ ضاربُها هو، وزيدٌ هندٌ ضاربها، بدون هو. ومن الأول قوله:
(٢١٩) لكل إلْفَيْن بينٌ بعد وصلهما ... والفرقدان حجاه مقتفيه هما
حجا كل شيء ناحيته. ونحوه:
(٢٢٠) غيلانُ ميةُ مشغوفٌ بها هو مُذْ ... بدتْ له فحجاه بان أو كربا
ومن الثاني ما حكى الفراء عن العرب. كل ذي عين ناظرةٌ إليك. أي