للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(والذي ينصرفُ ولا يتصرفُ بُعيداتُ بين) - فيلزم النصب على الظرفية نحو: لقيته بعيدات بين، أي مراراً قريباً بعضُها من بعض متفرقة. وبعيدات جمع بُعد مصغرة، وبين بمعنى فراق، فدل التصغير على القرب، إذ تصغير الظرف يراد به التقريب والجمع على المرار. وقال الجوهري: بعيدات بين أي بعيدات فراق، وذلك إذا كان الرجل يمسك عن إتيان صاحبه الزمان، ثم يأتيه، ثم يمسك عنه نحو ذلك أيضاً، ثم يأتيه، قال: لقيته بُعيدات بين.

(وما عُين من ضُحى وضَحْوة وبكر وسُحير وصباح ومساء ونهار وليل وعتمة وعشاء وعشية) - فتقول: لقيته يوم الخميس عشية بالتنوين وكذا الباقي، لأنها نكرات وإن أريد التعيين، ولذا يوصف حينئذ بالنكرة نحو: لقيتُه يوم الخميس عشيةً متأخرة. لكن يلزم حينئذ الظرفية فلا تقول: سير عليه يوم الخميس ضحوة بالرفع. نص عليه سيبويه، وقد أجازه الكوفيون.

واحترز بما عُين مما إذا لم يُردْ بضحى وما بعده معيناً، فإنها تتصرفُ حينئذ نحو: سير عليه ضحوةً من الضحوات.

وفُهم من تعدادها أن غيرها من أسماء الظروف كيوم يتصرف فيه وإن أريد به معين، وهذا أمر سماعي.

وضحوةُ النهار بعد طلوع الشمس، ثم بعده الضحى، وهو حين تشرق الشمس مقصورة تؤنث وتذكر، فمن أنث جعلها جمع ضحوة، ومن ذكر جعلها اسماً على فُعل كصرد، ثم بعده الضحاء ممدود مذكر، وهو عند ارتفاع النهار الأعلى.

وبكر على وزن سحر بمعنى بكرة، يقال: سر على فرسك بكرة

<<  <  ج: ص:  >  >>