(وما أوهم ذلك فحالٌ أو صفةُ بدل محذوف) - فإذا قلت: ما لقيت رجلاً إلا راكباً، فراكباً ليس نعتاً للرجل المذكور، بل هو حال منه، أو صفة لبدل منه أي إلا رجلاً راكباً.
قال الأخفش في المسائل: ونحو: ما جاءني رجلٌ إلا راكبٌ، تقديره: إلا رجلٌ راكبٌ، وفيه قبح لجعل الصفة كالاسم.
(خلافاً لبعضهم) - أي في جعله صفة للمذكور، ونقله المصنف وغيره عن الزمخشري، فإنه قال في: ما مررت بأحدٍ إلا زيدٌ خيرٌ منه، إن ما بعد إلا جملة ابتدائية صفة لأحد، وتابع الزمخشري صاحب البديع وابن هشام.
(ويليها) -أي إلا.
(في النفي فعل مضارع بلا شرط) - أي سواء تقدم اسمٌ أم فعلٌ، فتقول: ما زيدٌ إلا يفعل كذا، وما كان زيدٌ إلا يفعل كذا، وما خرج زيدٌ إلا يجر ثوبه؛ وذلك لشبه المضارع بالاسم الذي هو أولى بإلا. لأن المستثنى لا يكون إلا اسماً أو مؤولاً به.
(أو ماضٍ مسبوقٌ بفعل أو مقرونٌ بقد) - كقوله تعالى:"وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون"، وقول الشاعر:
(٥٧٣) ما المجد إلا قد تبين أنه ... بندى وحلمٍ لا يزال مؤثلا
وإنما ساغ بتقديم الفعل وقوع الماضي بعد إلا، لأن تقدمه مقروناً بالنفي