مع التقييد بالعدد المذكور، فلو زادوا على ذلك كان كذبا؛ وأما الإتباع فمعناه: مررت بالثلاثة كلهم، وإذا كان معهم غيرهم لم يكذب ذلك.
(وربما عومل بالمعاملتين مركبً العدد) - أي بالنصب والإتباع المذكورين وهذا هو الصحيح، ومنهم من منع. وعلى الجواز تقول: جاؤوا خمسة عشرهم، وجئن خمس عشرتهن، أي جميعاً؛ حكاه الأخفش في الأوسط.
(وقضهم بقضيضهم) - فتقول: جاء القومُ قضهم بقضيضهم، بالنصب والرفع، فالنصب على الحال، والرفع على التوكيد، كما في ثلاثتهم وأخواته، قال سيبويه: كأنه قال: انقض أولهم على آخرهم.
(وقد يجيء المؤول بنكرة علماً) -قالوا: جاءت الخيل بدادِ، وهو علم جنس فوقع حالاً لتأوله بنكرة، أي متبددةً.
(فصل) - (إن وقع مصدر موقع الحال فهو حال، لا معمول حال محذوف، خلافاً للمبرد والأخفش) - فقوله تعالى:(ثم ادعهن يأتينك سعيا)، (ثم إني دعوتهم جهاراً)، وقول العرب: قتلته صبراً، ولقيته فجأة، ومفاجأة، مذهب سيبويه وجمهور البصريين أن المصادر في موضع الحال؛ أي ساعياتٍ ومجاهراً، ومصبوراً وفاجئاً أو مفاجئاً وفجاءةً بالضم والمد، ومنه: قطري بن الفجاءة؛ يقال: فجأه الأمر وفجئه بالكسر أيضاً فجأة، وفاجأه مفاجأة.
وذهب الأخفش والمبرد إلى أن المصادر معمولات لأفعال مقدرة، وتلك الأفعال هي الحال، والتقدير: يسعين سعيا ... وكذلك الباقي.