للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورُدَّ بأن الدال على الفعل المذكور إن كان المصدر فليُقس في كل فعل له مصدر ولا يقتصر فيه على السماع؛ ولم يقل بهذا بصري ولا كوفي إلا المبرد في طريق كما سيأتي؛ ولا يمكن كون الفعل المذكور دالاً على ذلك الفعل المحذوف لأن اللقاء لا يدل على المفاجأة، وكذلك الباقي؛ وما ذهب إليه الكوفيون من أنها منصوبة بالأفعال السابقة مفعولات مطلقة لا أحوالاً، لأن في اللقاء معنى المفاجأة، وكذا الباقي، لا يخفى ضعفه مما ذكر.

(ولا يطرد فيما هو نوع للعامل، نحو: أتيته سرعةً، خلافاً للمبرد) - قال سيبويه: لا تقول: أتيته سرعة ولا رُجلة، بل حيث سمع. انتهى.

ولم يخالف في هذا أحد من الكوفيين والبصريين إلا المبرد، فعنه في نقل اقتياس ذلك مطلقاً، وعنه اقتياسه فيما هو نوع للعامل دون غيره، وعلى هذا لا يجوز: جاء زيدٌ بكاء، ولا ضحك زيدٌ بكاء، وعلى الأول يجوز.

(بل يقتصر فيه وفي غيره على السماع) - أي سواء قلنا إنه في موضع الحال أم لا، فلا يقاس ما هو نوع للعامل كالمثالين الأولين، ولا غيره، كالمثالين الآخرين.

(إلا في نحو: أنت الرجل علماً، وهو زهيرٌ شعراً، وأما عِلماً فعالم) أي فلا يُقتصر في هذه الأنواع الثلاثة على السماع، بل يقاس، فتقول: أنت الرجل أدباً ونبلاً، وزيدٌ حاتم جوداً والأحنف حلماً، وأما نبلاً فنبيل، وأما سمناً فسمين، وما أشبه ذلك مثله: والنصب في النواع الثلاثة على الحال، وتقدير الأول:

<<  <  ج: ص:  >  >>