أنت الكامل في حال وعلم وحال أدب وحال نبل، وهو معنى قول الخليل: أنت الرجل في هذه الحال.
وقال ثعلب: إنه مصدر مؤكد، ويتأول الرجل باسم مما بعده، أي أنت العالم علماً، والمتأدب أدباً، والنبيل نبلاً، والتمييز فيه محتمل، لتأول الرجل بالكامل، فيكون منقولاً من الفاعل، وتقدير الثاني: هو مثل زهير في حال شعر، وكذا الباقي، والتمييز فيه أيضاً محتمل، بل ظاهر؛ لأنه على تقدير مثل؛ وقد نصبوا على التمييز في: زيد القمر حُسناً ونحوه؛ وتقدير الثالث: مهما يذكر إنسان في حال علم مثلاً، فالمذكور عالم.
وأصله أن يوصف شخص بعلم وغيره، فيقال للواصف ذلك، والمعنى إنكار ما وصف به من غير المذكور، والناصب للحال ما قبلها من فعل الشرط المقدر، وصاحبها الضمير المرفوع به؛ ويجوز أن يكون ناصبها ما بعد الفاء، وصاحبها الضمير الذي فيه؛ وقد نص سيبويه على جواز نصبها بما قبلها وما بعدها، ومراده ما ذكر، لكن شرط الثاني أن لا يمنع مانع من عمله فيما قبله، فإن منع تعين الأول، نحو: أما علماً فلا علم له، وقد أشار سيبويه إلى هذا، وصرح به غيره.
(وترفع تميم المصدر التالي أما، في التنكير جوازاً مرجوحاً) - قال سيبويه: وقد يرفع في لغة تميم، فيقولون: أما علم فعالم، بالرفع، وكذا الباقي، والنصب في لغتها أحسن. انتهى.
وقضية كلامه أن غير تميم تنصبه، سواء الحجاز وغيرهم، وقال المصنف في الشرح إن النصب لغة الحجاز.
(وفي التعريف وجوباً) - فيقولون: أما العلمُ فعالم، بالرفع. وظاهر إطلاق كلام المصنف أنهم يرفعون المعرف بالألف واللام وغيرهما وجوباً،