للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالنسبة إلى ما مضى وإلى ما بقي من سنة أو شهر؛ يقال: أرَّخ ووَرَّخ لغتان، تأريخاً وتؤريخاً، كتأكيد وتوكيد، ولما كانت الليالي سابقة على الأيام اعتمدت في التاريخ؛ فإذا قيل: كُتب لخمس، فمعناه لخمس ليال، فسكت عن الأيام لعدم الحاجة إلى ذكرها؛ وزعم قوم منهم الزجاجي، أن هذا من تغليب المؤنث على المذكر، ورُد عليهم بأن التغليب إنما هو في لفظ يعم القبيلين، ويجري عليهما معاً حكم أحدهما نحو: (فمنهم من يمشي) فأعاد ضمير الذكور العقلاء على كل دابة تغليباً.

(فيقال أول الشهر: كتب لأول ليلة منه، أو لغُرَّته أو مُهله أو مستهله) - وكذا في أول شهر كذا، هذا إن أرَّخت أول ليلة منه، وإن أرخت نهاراً قلت: في أول يوم.

(ثم لليلة خلت، ثم خلتا، ثم خلون إلى العشر) - وقال غيره: وإّا أرخت بعد مضي يوم قلت: ليوم مضى، أو يومين، قلت: ليومين مضيا. وإنما قيل: خلون، لأن التقدير: لثلاث ليال، وكذا إلى العشر، فالعدد مضاف إلى معدود جمع، ولو ظهر لكانت النون أحسن من التاء، كالأجذاع انكسرن.

(ثم خلت إلى النصف من كذا) - فتقول: لإحدى عشرة خلت وهكذا إلى أربع عشرة خلت، وإنما قيل: خلت، لأن التقدير: لإحدى عشرة ليلة، فلو ذكر المميز لكان الفعل هكذا، ولو قلت: خلون مراعاة للعدد جاز، إلا أن الأجود خلت، لأنه جمع كثرة، بخلاف ثلاث وأخواته، فلذا كانت النون هناك أحسن، وكان العكس هنا، وبعد أربع عشرة تقول: كتب لنصف شهر كذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>