المكنى عنه وتمييزه، وليس لهم في هذا سماع، وإنما استندوا إلى الرأي لا الرواية؛ ووافقهم ابن عصفور، إلا أنه قال فيما يقتضي جر التمييز: إنه يُجر بمِنْ، ويُعرف ويُجمع فتقول: عندي كذا من الرجال، قاصداً من ثلاثة إلى تسعة، وكذا من الدراهم قاصداً مائة وبابه؛ ومذهب جمهور البصريين أن التمييز لا يكون إلا مفرداً منصوباً، كيف كانت كذا، أريد بها عدد قليل أو كثير، وإليه ذهب الفارسي مرة، وزعم ابن عصفور أن ما اختاره مذهب البصريين؛ وسبقه إلى مثله ابن السيد، فزعم أن الكوفيين والبصريين اتفقوا على أن كذا وكذا كناية عن الأعداد المعطوفة، وأن كذا كذا كناية عن الأعداد المركبة؛ والصواب ما تقدم.