للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحرُّ من الشتاء، فقيل: هو بالنسبة إلى الأمزجة، فإن حرها في الصيف أشد، أو على معنى أن الشتاء يُتحيَّل فيه على الحر بموقيات البرد، والصيف لا يحتاج إلى تحيل، فحره أشد من حر الشتاء. ويجوز أن يكون على التهكم، وعن بعض أهل العلم أنه قال: العسل أحلى من الخل؛ قيل: وهو إما على إرادة معنى أطيب، لأن الخل يؤتدم به، فله من الطيب نصيب، إلا أنه دون نصيب العسل؛ وإما على معنى: حلي بعيني أي حسُن منظره، أو أراد بالخل العنب، كما يسمى العنب خمراً، والتهكم لا يمتنع.

(وإن كان أفعل خبراً حُذف، للعلم به، المفضول غالباً) - كقوله تعالى: ([قال: ] أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ ) (ذلكم أقسط عند الله، وأقوم للشهادة، وأدنى ألا ترتابوا) - ودخل في الخبر ما أصله الخبر، قال تعالى: (إن ما عند الله هو خير لكم)، (تجدوه عند الله هو خيراً)، وقال:

١١٨ - سقيناهم كأساً سقونا بمثلها ... ولكنهم كانوا على الموت أصبرا

أي أصبر منا، ولو لم يُعلم لم يجز حذفه. واستظهر بغالباً على ذكره، فهو جائز مع العلم به، (قل ما عند الله خير من اللهو).

<<  <  ج: ص:  >  >>