كما قال المصنف: الزمخشري، وهو قول المغاربة، فلا يجوز عندهم: سرت البارحة حتى نصف الليل، بل يؤتي حينئذ بإلى، ويجوز، أكلت السمكة حتى رأسها، وسرت النهار حتى الليل؛ ورُد عليهم بقوله:
٢٢٠ - إن سلمى من بعد يأسى همتْ ... بوصالٍ لوصح لم يُبق بوسا
عينتْ ليلةً فما زلت حتى ... نصفها راجياً فعدتُ يؤوسا
وفيه بحث.
(ويختص تالي الصريح المنتهي به بقصد زيادةٍ ما) - فإذا قلت: ضربت القوم حتى زيد، وكان الضرب انتهى به، ففي ذكر القوم غني عنه، لكن يقصد بذكره التنبيه على أن فيه زيادة ضعف أو قوة أو تعظيم أو تحقير.
(وبجواز عطفه) - وهي لغة ضعيفة، ويأتي الكلام فيها بباب العطف إن شاء الله تعالى، وإن وجدت قرينة تقتضي العطف تعين نحو: ضربت القوم حتى زيداً أيضاً؛ إذ المعنى: ضربت القوم حتى ضربت زيداً أيضاً، وهذا لا يعطيه إلا العطف.