(ويوافق المتبوع في التعريف والتنكير) - نحو: رأيت رجلاً كريماً، والرجل الكريم، أو رجلاً طويلاً ثوبه، والرجل الطويل ثوبه؛ وإنما قال المتبوع دون المنعوت، ليتناول المتبوع ما النعت له لفظاً ومعنى كالأول، أو لفظاً لا معنى كالثاني، بخلاف المنعوت، فإنه إنما يصدق حقيقة على الأول.
واشتراط هذا التوافق مذهب سيبويه وجمهور البصريين، فإن كان الموصوف بآل وليس لشخص بعينه، والصفة أفعل من، أو مثلك وأخواته نحو: ما يحسن بالرجل أفضل منك أو مثلك، فحكى سيبويه عن الخليل، أنه نعت للرجل، وقد سبقت المسألة أول الكتاب؛ وأجاز بعض الكوفيين نعت النكرة بالمعرفة، إذا كان النعت لمدح أو ذم، وجعلوا منه:(الذي جمع) صفة لهمزة، وأجاز الأخفش ذلك، إذا خصصت النكرة قبل ذلك بوصف، وجعل منه:(الأوليان) صفة لآخران، لسبق (يقومان)؛ وأجاز بعض النحاة وصف المعرفة بالنكرة، وشرط ابن الطراوة كون الوصف لا يوصف به إلا ذلك الموصوف، وجعل منه:
٣٩٨ - فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في أنيابها السم ناقع