هنا لا بد أن تفتش الدبلوماسه عن حل آخر يكون وسطا بين اتجاهين:
ألا تترك الشيوعية تقرر مصير العالم، ولا تترك الإسلام ليصبح قوة لها حسابها.
هذا الحل يمكن لسياسة المماطلة أن توفره في تأجيل الحرب بانتظار أن يتورط فيها العالم الإسلامي.
هنا يؤدي عامل الوقت دورا رئيسيا لكن هذا التأجيل لا يفيد نظريا غير روسيا؛ إذ يتيح لها استكمال فريقها الفني، وفي الوقت نفسه يبعث بإشعاعه السياسي، وهنا لا يكون الوقت في مصلحة الغرب إذ سيصبح الحياد الإسلامي بصورة مفاجئة عامل سلام، لكنه سلام عارض ومؤقت.
وهنا لا بد إذن أن يصبح الحياد الإسلامي هدفا وخطة؛ وليس مصادفة تستبعدها مصادفة أخرى في إدارة العالم، وهذا كله ليس حلا لمشكلة لها تأثيرها في الحرب القادمة، بل لها تأثيرها على مخطط مستقبلي بعد الحرب لبناء عالم جديد.
لذا ليس يدهشنا أن نرى الدبلوماسية الغربية في الأسابيع والأشهر القادمة؛ تعمد بكل الوسائل إلى تأجيج الحرب استدراجا؛ إما بالإقناع أو بالوعود أو بالضغط؛ لكي يدخل العالم الإسلامي الحرب كطرف ترتكز عليه السياسة الغربية.
وبكل حال، لن يبقى الأمر طويلا ينتظر؛ لأن الوقت لا يعمل لمصلحته، فالحرب بين الرأسمالية والشيوعية حرب قادمة.