وقد قلنا في القسم الأول من هذه الدراسة كلمة معبرة؛ هي أن الدولة الباكستانية التي انفصلت عن الهند فإن انطباعنا عن هذا الحدث يلزمنا أن نرى فيه الدهاء والخبث من السياسة البريطانية الاستعمارية في الهند.
مهما يكن من أمر، فإن إخواننا في باكستان يستطيعون هم أيضا أن يؤدوا دورا هاما في التاريخ الأخلاقي في العالم الآتي، وهم الآن يستحقون في الوقت الحاضر شرف السبق في إرسال بعثة سلام للإسلام في العالم. وإذا استثنينا إفريقية السوداء، فإن باكستان هي البلد الإسلامي الذي كثف جهوده في الدعوة إلى الإسلام، وأرسل بعثات إلى الخارج، وبالخصوص بريطانيا
وسويسرا، لكن هذه الأعمال التي تستحق إعجابنا الكبير هي غير كاملة، إذا ما أهملت الجمع الإنساني البارز الذي يمثل شعب الهند، وقد أشحنا النظر عن هذا الجمع في تطوره بإدارة واعية لنهرو الذي سوف يلعب دورا في الدرجة الأولى في العالم، كالذي تلعب فيه الصين.
فإذا ما بقيت بصفة عامة كل سياسة وكل استراتيجية لا تأخذ باعتبارها تطور الملايين التي تمثلها الهند والصين؛ فإن الخطة ستؤدي إلى الفشل كما هي السياسة والاستراتيجية الأمريكية في هذه اللحظة، وهذا يجعلنا نقول كم هي سياسة باكستان ضد التفاهم مع الهند تبدو خطيرة، وكم نحن نأمل أن تحل قضية كشمير سلميا. وهنا نضيف بأن الواجب يدعو إلى الذهاب نحو عمق الأشياء. فبقاء شعب كشمير جزءا من الشعب الهندي لا يضر الإسلام كما لا ينفعه، ولكن أعتقد أن تشرشل رأى - مع شديد الأسف - أن أمرا كهذا هو فتح في سياسته البريطانية القائمة على الدهاء لصالح الاستعمار.
مهما يكن من أمر؛ فالعالم الجديد يسير الآن بقطار البناء في صين ماو تسي تونغ، والهند بقيادة نهرو، وهذه هي الحقيقة الكبرى، واليهود أثبتوا أنهم لا يجهلون ذلك، وهنا فالإسلام إما أن يربح كل شيء أو يخسر كل شيء.