للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فنخبتنا إذن تعيش عالما لا تعرف منه غير المظاهر، فكيف لنا ونحن في هذا الموقف على سطح الأحداث ألا نرشد الجيل الذي سيأتي بعدنا ونضعه في عمق واقع عالمنا؟

إن هذا الجيل الذي سيخلفنا سيكون في أمس الحاجة إلى معطيات أكثر جدية من عالمنا حين يقوم حجم التركة التي يرثها وقد خلفناها له وراءنا.

استنادا إلى هذا التفصيل فمن الواجب - فيما يخصني - أن أفكر بهذه المسؤولية.

أريد في هذا العمل أن أترك بعض الدلالات والمؤشرات حول عصرنا المادي هذا الذي يلقي بظله على الكلمات فيجرف معه مدلولاتها حين نعبر بها عن أهدافنا في هذه الدراسة.

إن كلمة (VOCATION) يمكن لدلالتها أن تفيد من روح عالمنا شيئا من مرحلة دموية تفتح الطريق إلى ما لا أعرف من إيديولوجية مشكوك فيها.

لكن الكلمة تعبر عن روح القرآن الكريم، فالعدة ليست في السلاح المادي بل العمل الدائم المتواصل المستمر. فالحديث عن وجهة الإسلام (VOCATION) من شأنه رسم طريق نوعية مفضية إلى مكتسبات ونتائج أخلاقية.

وإذا عرف أبناؤنا كيف يتسلحون بالفكرة القرآنية فإنهم سيحملون في النهاية أشرف مهمة (١).

إنها لا تجنح إلى القتل والدمار، لأنه ليس من مهمتها السيطرة على الناس بل الظفر باحترامهم.


(١) يستعيد بن نبي في كلمته الأخيرة لهذه المقدمة منطلقات كتابه (شروط النهضة) في حركة التغيير. إنه النموذج الأساسي الإسلام والقرآن وسنده الحضاري الإنسان في بناء عالمية الحضارة من جديد.

<<  <   >  >>