للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدعوة الإسلامية في بداياتها، كمقتل الخلفاء عمر ثم عثمان ثم علي على الخصوص. ثم مع تطور الحضارة الإسلامية في مداها الفكري بدأت ترى الجماعات السرية كالإسماعيلية والقرامطة وسواها النور مع مسار القرون الأولى للحضارة، ثم كان في مستوى الأمة انقسام هائل من البيرينه إلى الفرات، وحينما عمد هارون الرشيد إلى إهداء شارلمان الساعة الشهيرة التي ورد ذكرها في كتب؛ التاريخ كان الوفد الذي أرسله الخليفة يرأسه بحكم المصادفة يهودي، وهذا الوفد وهديته الشهيرة يؤرخان في الوقت نفسه لبداية النزاع بين الإمبراطور شارلمان والخلفاء الأمويين الذين يحكمون إسبانيا، وكانت هذه بداية الحرب الصليبية. فمن هو (Pierre L'Ermite) الذي سوف يكون في أوروبا فاتحة الحرب الصليبية وبداية هدم الإسلام في أوروبا؟ إن التاريخ الأوروبي لا يتحدث عنه كشيء هام سوى أنه راهب ذهب إلى القدس حاجا ثم عاد ومعه فكرة الحرب الصليبية. لكن يظل السؤال قائما: كيف أصبح هذا الراهب الوجه المركزي الأول في حرب صليبية؟ لست أدري، لكننا نرى فيما بعد (Ignace de Layola) يثير نوعا ما الطريقة نفسها في إسبانيا.

لقد كان هذا الأخير مجرد مهرج من رعايا القصر، ثم أصبح فجأة من الوجوه الكبار في الكنيسة الرومانية. لقد جرد حملة إبادة أرسلت آخر مسلمي إسبانيا إلى المحرقة. ثم أسس بالإضافة إلى ذلك مؤسسات اليسوعيين، الجزويت (jesuites) التي تجرد حربا ضد الإسلام في كل مكان.

إنني أترك هذه النقطة إلى الجيل الآتي بعدي؛ ليضيء ما وراءها عبر سائر الوثائق اللازمة والتي ليست في يدي.

مهما يكن من أمر؛ فإن ظهور الإسلام لم يكن بالنسبة لليهود سوى حادث في الطريق؛ أضاع بعض الوقت في مسارهم على الشاطئ الجنوبي للمتوسط، ولكنه حادث ولود مشرع الأبواب على اختلافها، إذ كان لدى

<<  <   >  >>