كان ذلك تذكيرا بثلاثة قرون خلت وأعلنت شروق العصر الاستعماري. وهنا تعود اليهود أن يكونوا أكثر حكمة وتواريا في غمار المجتمع على سواء بين المواطنين كما هي العادة لكي يعلن البيان عن أن اليهود هم الذي أقاموا إمبراطورية هولندا باعتبارهم الرواد في حركة الاستعمار
الغربي بصورة عامة.
في الواقع هناك سبب لهذا الاندهاش الذي عبر عنه المؤرخون على طريقة موراس (Maurras) الذين لا يرون من العالم إلا ما كان ظاهرا للعيان في بريقه أو في صخبه، فظاهره هذا يخفي حقيقته التي تبقى في الظل أو في الصمت.
فالكنيس العالمي لليهود أعلن لأول مرة بهذا الاسم مع بداية القرن الرابع عشر، ومع استقرار أسرة روشيلد في باريس، ومنذ ذلك التاريخ يصح التساءل كم من هؤلاء العلماء الكبار يستطيعون إدراك أن ترومن ليس سوى صورة، وأن باروخ وارث روتشيلد هو الملك الحقيقي الذي يسير جمهورية الولايات المتحدة، أو هو (المديتشي) الذي شاء اتباع أثر إمبراطور فرنسا الثالث، لكن لم يكن لديه الوقت ليحمل لقب (ملك العرب) وهو في المنفى، وهكذا حمل اليهود الجنسية الفرنسية، وليس العرب بمقتضى مرسوم (Gremieux) . لقد كان ذلك كله بأوامر روتشيلد الذي ربما أراد نوعا من إصلاح ما بدا غير عادل في عزل مشاركيه اليهود الجزائريين في الدين، وهكذا نرتقي إلى نقطة في التاريخ الحقيقي للعالم الحديث الذي يعمل في الخفاء خلف التاريخ الظاهر الذي يقوم اليهود بدورهم فيه أو يقوم العصر الحديث بدوره في سيطرة اليهود على العالم.
وهذا يعني كم هم الناس العفويون البسطاء الذين كان اندهاشهم من بيان الكتيس العالمي في هولندا إلى سائر أبناء الشعب مصدره ما أوحى به ظاهر الأمور للمؤرخين أمثال (Maurras) حين قرأ العنوان، أو عبارة