أما درومونه (Drumont) المسكين الذي تحدث ببراءة الفرنسي (الغالي) فحذر من الخطر اليهودي في كتابه (فرنسا واليهود) فقد توارى من خلف ستار النسيان مع قضية درايفوس، وربما كان بسبب من يأسه
مات متزوجا من يهودية.
قضية درايفوس كانت مجرد اختبار استطاع اليهود من خلاله الهيمنة على الحياة الأوروبية، بل على ضميرها وأفكارها والناس والأشياء. فبرغسون أعطى دروسه في السوربون فحمل تلاميذه بكل بلاهة (âneries) أفكاره إلى العالم المتمدن، أما أينشتاين فقد ملأ العالم بأنوار النسبية حتى غدت سيرته وكلماته في الجد والهزل، وقصصه المتداولة، ذخيرة أنباء الصحافة اليومية ومحطات تفسيرها للأحداث والأفكار التي تغنيها (havas) ورويتر و (Harold) بالأخبار كل صباح.
وهكذا غدا البوابون في برلين، كما في باريس ولندن، يعرفون آخر ما
يقوله أينشتاين، لكن قليل من يتحدث أو يعرف اسم (plank) الفيزيائي الألماني الذي ابتدع نظرية (quanta) التي كانت هي المقدمة في علوم الطبيعة الذرية.
أما (أينشتاين) فقد سيطر على المسرح، وموروا على الأدب، واليهودي (مناخم) أحيا على أسطورة موزار الطفل الأعجوبة.
في كل مكان كان المفسرون لماركس وتروتسكي يهيئون من الخارج الهجوم الكاسح لطرد ستالين المستغل، ومن هذه الإرادة ولدت الأممية الرابعة. وقد بلغت حتى حلبة المصارعة؛ إذ كان اليهود في حاجة إلى لقب ملكي: ماكس بوير (Max Boer) : هو الذي أخذ هذا اللقب، وهكذا ولدت أسطورة جديدة؛ إنها اليهودي السوبرمان الذي يعترف فيه لليهودي بالقوة الخارقة في كل صحافة وكل إذاعة وكل سينما.