للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حين وضع بلدان متحضران كل قوتهما المادية أمام الأمير عبد الكريم

الخطابي وقبيلتين معه في حركته التحريرية.

خسائر الأمير أمام الاستعمار الفرنسي كانت نهاية مقاومة الأهليين (les indigènes) ، وهكذا بلغ الاستعمار الذروة سيدا على آسيا وإفريقية

كلها.

فيد الاستعمار على آسيا وإفريقية أضحت يد تملك، وتأكيدا لهذا الشعار؛ نظم اليهود قافلتين لسباق السيارات في مدى هاتين القارتين: فشركة (Citroen) نظمت سباقا للسيارات من شاطئ المتوسط إلى شنغهاي باسم السباق الأصفر، وفي القافلة الثانية باسم السباق الأسود، كانت السيارات تجتاز إفريقية من الجزائر إلى كيب تاون.

فعالم الأنديجين القابل للاستعمار والمستعمر كلاهما أخذ بهما السباقان الأصفر والأسود في أحاديثهم إكبار جرأة وإعجاب استكشاف.

فالعالم المتحضر أراد أن يعبر عن المناسبة بنوع من الاحتفالية فيها كل ما يكرس الاستعمار سلطانا إمبراطوريا، ولتأكيد هذه الإمبراطورية أقام معرضا عام ١٩٣١ في باريس عرض فيه إنتاج المستعمرات في آسيا وإفريقية، وجاء الزوار الأوروبيون يتأملون (العادات والتقاليد) للشعوب

التي يجرونها وراءهم.

لقد غدت الأفكار العنصرية سلما يداولها في مدينة ميونيخ قلب

أوروبا؛ رجل داكن اللون، وهو يجلس في مقهى لشرب البيرة ويتحدث

عن إله جديد يدعى (العنصر الألماني) ويبشر بدين جديد. لقد تكلم هتلر إلى الشعب الألماني عن الشرط الجائر الذي فرض على الشعب الألماني منذ معاهدة فرساي عام ١٩١٩، وقد رد إلى اليهود جريرة متاعبه ومآسيه.

<<  <   >  >>