للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشيطان قد عمل من لحم فرّوج ... عندي وبارده من لحم طيهوج (١)

وعندنا ذلك الظّبي الذي نفذت ... فيه رقاك وما همّت بتعويج

أدرته وهو مفروج القباء وقد ... أنفذته بقباء غير مفروج

فلمّا قرأها احتجب واعتذر بأنه مريض حياء، فقال: احضر حتى أهب لك الغلام.

وكان الخالديّان مدحا سيف الدولة ابن حمدان، فبعث إليهما وصيفا ووصيفة، ومع كلّ منهما بدرة وتخت من ثياب مصر. فكتب الجواب:

[الكامل]

لم يعد شكرك في الخلائق مطلقا ... إلاّ ومالك في النّوال حبيس (٢)

خوّلتنا شمسا وبدرا أشرقت ... بهما لدينا الظّلمة الحنديس

رشأ أتانا وهو حسنا يوسف ... وغزالة هي بهجة بلقيس؟

هذا ولم تقنع بذاك وهذه ... حتّى بعثت المال وهو نفيس

أتت الوصيفة وهي تحمل بدرة ... وأتى على ظهر الوصيف الكيس (٣)

وكسوتنا ممّا أجادت حوكه ... مصر وزادت حسنه تنّيس (٤)

فغدا لنا من جودك المأكول وال‍ ... مشروب والمنكوح والملبوس (٥)

فلما قرأها سيف الدولة قال: لقد أحسنت إلاّ في لفظة المنكوح، إذ /١٩/ ليس مما يخاطب به الملوك. وهذا من مستحسن النّقد.

محمد بن هبيرة، المعروف بصعوداء الأسديّ، أبو سعيد النّحويّ

الكوفيّ (٦).


(١) لم نقف على هذه الأبيات فيما بين أيدينا من مصادر.
(٢) الأبيات في ديوان شعرهما.
(٣) البدرة: عشرة آلاف درهم.
(٤) تنيس: بكسر النون المشددة، جزيرة في بحر مصر قريبة من البر، بها تعمل الثياب الملونة والفرش. معجم البلدان:٢/ ٥١.
(٥) الأبيات في ديوان شعرهما.
(٦) كان حيا قبل ٢٩٦ هـ‍ ترجمته في: الفهرست:١١٧، ومعجم الأدباء:٢٦٧٤، والوافي بالوفيات:٥/ ١٦٠، وبغية الوعاة:١/ ٢٥٦، وهدية العارفين:٢/ ٢٢.

<<  <   >  >>