للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[خامسا: المنهج المعتمد في ضبط الكتاب]

قد سبقت الإشارة إلى أنّ هذه النّسخة من كتاب الدّرّ الثمين نسخة فريدة محفوظة بالخزانة الملكيّة بمراكش، ولا يمكن ضبطها ضبطا علميّا صحيحا حسب القواعد والضوابط العلمية المعمول بها في مجال التحقيق العلميّ الحديث، لعدم توافر عدد كاف من النّسخ التي من شأنها أن تساعدنا على القيام بتاريخ النصّ الذي هو التحقيق عينه. فلا يسع الباحث في مثل هذه الحالة إلاّ أن يستعين بما يملكه من تجربة ومراس في مجال البحث، ويعتمد على حدسه العلميّ واللّغويّ في فكّ الرّموز، وحلّ المشكلات التي تطرحها العبارات والألفاظ التي لا تسعف مصادر المؤلّف في إيجاد حلول لها. فمن البديهيّ أن يشوب النصّ خلل، ويصيب العبارات اضطراب، والألفاظ تصحيف وتحريف، خصوصا إذا كان الناسخ غير عالم؛ كما هو الشأن بالنّسبة لناسخ الدّرّ الثمين.

وفي تراثنا العربيّ نماذج كثيرة من المخطوطات التي اعتمد في ضبطها على نسخة فريدة، فخرجت ملأى بالهنات والتحريفات والأخطاء رغم الجهد الذي بذله الباحثون في نشرها. فلم يكن لنا خيار آخر غير اعتماد هذه النّسخة الفريدة في الضّبط (١)، فاقتصر عملنا على نقل النصّ بطريقة الهجاء الحديثة، وشكل ما أشكل من أسماء الأعلام وغيرها، وتخريج وتوثيق وشرح ما كان بحاجة إلى تخريج أو توثيق أو شرح، مع تفادي الإطالة والتّكرار وإثقال الهوامش بما لا يفيد.

وقد احتفظنا بترتيب الأعلام حسب الترتيب الوارد في الكتاب، رغم ما فيه من خلل واضطراب. وأشرنا إلى نهاية أوراق المخطوط بخطّين مائلين، مع ذكر رقم الورقة.


(١) لا يجوز عند علماء الفيلولوجيا الحديث عن النسخة المعتمدة إلا في حالة النسخة الفريدة كما هي الحال بالنسبة للدر الثمين أو بعد إخضاع المخطوط لعملية تاريخ النص عند توافر عدد كاف من نسخ الكتاب. أما اختيار نسخة قديمة أو مصححة أو قليلة الأخطاء نسخة معتمدة في عملية التحقيق فهو مفهوم غير وارد فيلو لوجيا.

<<  <   >  >>