للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أول نشأته إلى آخر خروجه من دراسته أعواماً طوالاً، يدرس في أثنائه تاريخ «نابليون» وأمته، وفلاناً وفلاناً من أفذاذ الأمم الغربية، وهو لايعرف من ماضي أمته العربية إلا نتفاً تذهب مع الأيام، هذا الماضي الذي يصوره الذين يتعرضون للتاريخ من مستشرقين يقولون غير مالايعلمون (١)، أو يقولون فيما لايعلمون؛ أو عرب قد فسدت قلوبهم على تاريخهم، فهم يتقيدون لآراء عن تاريخهم كلها بهتان وتدليس، هذا الماضي الذي يصورون في صورة مسخ تاريخي هائل، قد خرج على الدنيا كما يخرج الوباء، ثم انقشع عنها؛ فأعقبها صحة وعافية، أو كما يقولون! ). (٢)

وأفاد البشير الإبراهيمي الجزائري (ت ١٣٨٥ هـ) - رحمه الله -: أن الغرب يملأ عقول أبنائنا ونفوسهم بعلومهم وتاريخهم، حتى لا يبقى فيها متسع لذكريات ماضينا وأسلافنا، وإن الواحد من هذا الصنف من أبنائنا


(١) يُنظر في الهدف من كتابات المستشرقين: «رسالة في الطريق إلى ثقافتنا» لمحمود شاكر ... (ص ٥٩).
(٢) مقالة كتبها عام (١٣٥٣ هـ/ ١٩٣٥ م)، في مجلة المقتطف، وهي ضمن «جمهرة مقالاته» (٢/ ٧٠٠).

<<  <   >  >>