للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الأديب الكبير: أحمد بن حسن الزيات المصري، صاحب «مجلة الرسالة» (ت ١٣٨٨ هـ) (١) - رحمه الله -: (إنكم لَتُكْبِرون ما بذله العرب من الجهود الجبارة في سبيل المدنية والعلم (٢)، إذا قستموه بما خلفوه من البحوث، وما ألَّفوه من الكتب، فقد تناولوا أصول المعارف الإنسانية بالتقصي الدقيق، والغوص العميق حتى فرَّعوها إلى ثلاثمئة علم أحصاها طاشكبرى زاده في كتابه «مفتاح السعادة»، ثم استنزفوا الأيام في معاناة التأليف على صعوبة النسخ، وكثرة المؤونة وقلة الجدوى، فتركوا للعالَم ذلك التراث الضخم الذي اشتملت عليه مكاتبهم في الشرق والغرب، فقد ذكر (جيبون) في كتابه عن الدولة الرومانية أنه كان في طرابلس على عهد الفاطميين مكتبة تحتوي على ثلاثة ملايين مجلد، أحرقها الفرنج (سنة ٥٠٢ هـ) ...

ونقل الزيات أخباراً نحو هذا عن المقريزي، وفيه ملايين المجلدات.


(١) ينظر ترجمته في «الأعلام» للزركلي (١/ ١١٣).
(٢) فائدة: ردَّ البشيرُ الإبراهيمي الجزائري (ت ١٣٨٥ هـ) على من اتَّهم العرب فيما نقلوه عن غيرهم أنهم مجرد نقلة، لم يبذلوا جهداً في التمحيص، والتنقيح، والنقد، والإضافة. ينظر في «آثاره» (١/ ٣٧٧).

<<  <   >  >>