للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولاتنضب في تلقِّي العلم وبذله، بحرص شديد؛ لأن هذا كله جزء من العقيدة الإسلامية، وواجبات المسلم ... ). (١)

قال ابن خلدون (ت ٨٠٨ هـ) - رحمه الله -: «إن علومنا الشرعية والنقلية قد نفقت أسواقها في هذه الملَّة بما لامزيد عليه، وانتهت فيها مدارك الناظرين إلى الغاية التي لافوقها، وهُذِّبَت الاصطلاحات، ورُتِّبت الفنون، فجاءت من وراء الغاية في الحسن والتنميق». (٢)

«ومَنْ سَمَتْ به هِمَّتُه إلى الاطلاع على غرائب المؤلَّفات، وعجائب المصنفات؛ انكشفت له حقائقُ كثيرة من دقائق العلوم، وتنزَّهَت فكرتُه ـ إنْ كانت سليمةً ـ في رياض الفُهوم:

فكُنْ رَجُلاً رِجْلُه في الثرى * وهامَةُ هِمَّتِهِ الثُّريَّا

فالنفس الإنسانية بالاطلاع على حقائق المعارف تتكمل، والفاضل الكامل بمعرفة أنواع العلوم يتَفوَّق ويتفضل، لا بتحسين هيئة اللباس، والمزاحمة على التصدر في مجالس الناس». (٣)


(١) «جوانب من الحضارة الإسلامية» (ص ٥٠).
(٢) «مقدمة ابن خلدون» تحقيق: د. علي عبدالواحد (٣/ ١٠٢٧).
(٣) «حاشية العطار» (ت ١٢٥٠ هـ) على شرح الجلال المحلي على جمع الجوامع ـ ط. دار الكتب العلمية ـ (٢/ ٥٠٦).

<<  <   >  >>