للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عجيب ما ورد في التقليد الأعمى أننا لا ننتبه إلى محاسن صنائعنا وجميل استعمالها إلا بعد أن يأخذها الأجنبي عنا، فيدعونا تقليده إياه إلى الرجوع إليها، فصرنا لانهتدي إلى ما عندنا إلا بعد أن ينتقل إلى الغربي؛ لنكون وراءه حتى فيما يعترف بتقدمنا عليه فيه ... ). (١)

قال العلامة علي الطنطاوي - رحمه الله - عن تاريخنا: (إنه أخصب تاريخ في الدنيا، وأحفله بالعظماء، ولكن عيبنا أننا لا نعرف تاريخنا، ولا نقدر عظماءنا؛ ونتسابق إلى اقتناء الزجاج من عند غيرنا، ونزهد بالألماس الذي تفيض به خزائننا.

فيا أيها الشباب، لايخدعكم زجاج غيركم، عن حُرِّ جواهركم). (٢)

وأما مغالاة الغربي بانحطاط الشرقي فكما قال الزيات في عبارة بليغة موجزة: (فكيف يُرجى من هؤلاء وأولئك الإقرار بفضل العرب على الثقافة، والاعتراف بجميلهم على الحضارة، وفي النفوس من غلبة الفاتح وتر، ومن عظمة الحاكم حقد، ومن دين المجاهد إحنة، ومن سلطان الدخيل نفور). (٣)


(١) «الشرق والغرب» (ص ٦٦)، وانظر: «من وحي القلم» للرافعي (٢/ ٤١).
(٢) «ذكريات الطنطاوي» (٢/ ٢١٦).
(٣) «في أصول الأدب» للزيات (ص ٨٢).

<<  <   >  >>