للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودقة تعجز عن مثلها «الحاسوب»، فهل بعد هذه المحصلة البديعة الجامعة المنوعة يذهب محبُّ الثقافة والاطلاع فضلاً عن العلم إلى القراءة أو حصر القراءة في الكتب الأجنبية المترجمة التي يضع مؤلفوها الورقة في عشر ورقات ببيان هزيل (١)، وتمثيل تأباه شريعتنا، فضلاً عن عاداتٍ لاتوافق عاداتنا، ولا ذائقتنا؟ !

لانملك ونحن نرى اللهث خلف المترجمات، تمظهراً بالتقدم والثقافة، حتى ممن يحسبون على العلم الشرعي أو اللغوي ـ يظهرون المقدرة، وسعة الإطلاع، وعالمية الثقافة ـ، إلا أن نقول: (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير .. )

وإن من أعظم أسباب هذا التحوُّل إلى المترجمات التي يكثر فيها الغثاء جهلَهم البالغ بتُراثِ الأمَّةِ: كثرتِهِ، وتنوعِه، وبديعِه، وغريبِه، ولَطِيْفِه، جِدِّهِ وهَزَلِه ... ، وتأثيره في الأمم الأخرى. (٢)

مع المبالغة بتعظيم ثقافة الأجنبي،


(١) ثم وقفتُ على العبارة التالية: قال إبراهيم المويلحي (ت ١٣٢٤ هـ): (والصحيفة الواحدة في اللغة العربية تكون ترجمتها إلى اللغات الغربية في صحيفتين أو ثلاث). ... «الشرق والغرب» (ص ٤٠).
(٢) للأديب الزيات محاضرة ألقاها سنة ١٩٣٢ م في الجامعة الأمريكية، بعنوان «أثر الثقافة العربية في العلم والعالم»، وهي ضمن كتابه «في أصول الأدب» (ص ٨١)، وانظر: «المكتبات في الإسلام» د. محمد ماهر حمادة (ص ٢١٠)، «من روائع حضارتنا» د. مصطفى السباعي (ص ٥٢)، «علوم العرب والمسلمين وأثرها في حضارة الغرب» لعبدالكريم نصر ..

فائدة: الكتب المفردة حول هذا الموضوع كثيرة جداً، منها: «أثر العرب في الحضارة الأوربية» للعقاد، و «تاريخ الحضارة الإسلامية» لأبي زيد شلبي (ص ٣٢٩)، و ... «العرب في أوربا» د. علي حسني الخربوطلّي، ومن باب شهد شاهد من أهلها، انظر: «شمس العرب تسطع على الغرب» للمستشرقة الألمانية: د. زيغريد هونكه.

<<  <   >  >>