للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوسيط، كما اضطلعت العلوم العربية بتغيير عقليتهم، ويتفق مؤرخو الأدب الأوربي عامة على التأثير الحاكم الذي أحدثه الأدب الأندلسي في تطور القصة الأوربية في العصر الوسيط؛ فلم يعرف الغرب الأوربي من فنون الآداب قبل احتكاكه بالعرب إلا القصص الخرافية، والملاحم الحماسية ... ». (١)

قال البشير الإبراهيمي الجزائري (ت ١٣٨٥ هـ) - رحمه الله -: (إن كثيراً من العلوم التي بنيت عليها الحضارة الغربية لم تصلها إلا عن طريق اللغة العربية بإجماع الباحثين منا ومنهم، وإن المنصفين منهم ليعترفون للغة العربية بهذا الفضل على العلم والمدنية، ويوفونها حقَّها من التمجيد والاحترام، ويعترفون لعلماء الإسلام بأنهم أساتذتهم في هذه العلوم، عنهم أخذوها، وعن لغتهم ترجموها، وإنهم ليحمدون للدهر أن هيأ لهم مجاورة المسلمين بالأندلس، وصقلية، وشمال أفريقيا، وثغور الشام؛ حتى أخذوا


(١) «حركة الترجمة من اللغات الشرقية إلى اللغة اللاتينية» د. إيمان سقيو (ص ٢٩٧)، وقد أحالت إلى: «المدنية الإسلامية» لسعيد عاشور (ص ٧٧)، و «أثر الأدب الأوربي على القصة الفرنسية في العصر الوسيط» للشوباشي (ص ٧٠)، و «بحوث في تاريخ وحضارة الإسلام» للسيد عبدالعزيز (ص ٣٠٩).

<<  <   >  >>