للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هب أننا سلمنا معكم -جدلًا- أن هذه الأصول تحتاج إلى تبديل وتجديد، فهلَّا طرحتم أصولكم حتى ينظر فيها، وهلَّا عرضتم قواعدكم حتى يحكم عليها ...

إن الواجب على العاقل الذي لا يعجبه بيته أن يبني بيتًا جديدًا أولًا ... ثم يتحول إليه ... ثم يهدم بيته القديم ثانيًا.

أَمَّا أَنْ يهدم بيته، ويشرد أسرته، ثم لا يبني لهم بيتًا، فهذا أمر غاية في العجب! !

فلا هو أبقاهم في القديم على ما فيه -على زعمه- ولا هو بنى لهم بيتًا جديدًا! !

فهل يفعل هذا عاقل؟ ! ! فتأمل ...

إن مقتضى التجديد يعني هدمًا لكيان الأمة ... وتضييعًا لجهود أئمة الملة ... وتشتيتًا لشباب الصحوة ... فهو في الحقيقة تحريف .. و .. تبديد ..

إن البقاء على أصولهم لا يعني الجمود عند قول فقيه .. لا .. وألف لا ... فهذه مسألة، وَهِجْرَانُ أصولهم مسألة أخرى لا يدركها إلا الذين تفقهوا بأصول الطائفة الناجية التي أُمِرْنَا أن نكون منها.

وهذه الطائفة التجديدية لم يكن لهم مثيل في دعوتهم من قبل على الإطلاق.

حتى المعتزلة ... لم يرُدُّوا أصول الاستنباط، ولا قواعد الفهم، ولكن بعضهم ضَلَّ في تطبيقها، وبعضهم كان يتهرب منها كل مهرب.

ورد عليهم سيد قطب -رحمه الله- فأحسن، إذ قال:

<<  <   >  >>