فكيف نتحول إلى المواجهة التي هي أخطر وأشد -على الآخرين- من الدعوة، وإذن سيكون انتقامهم أشد وأعنف، وسينعكس هذا على الدعوة، لتكون النتائج أَوْخَمَ وأنكى.
إن الذين لا يصبرون في المجال الدعوي أعجزُ من أن يصبروا في ساحات المواجهة.
وإنه لمن السذاجة، أو الخيانة، أو الغش لهذه الصحوة أن نُوَاجِهَ ببناء غير تام، وبأناس لم تتوفر فيهم عوامل النصر، وأهلية التمكين، من صبر، وأخوة، وتضحية، وإيثار.
فتأمل هذا فهو -والله- نافع لمن أراد الإنصافَ، والانتفاع.
إن عدم إدراك هذه القضية مِنْ قِبَلِ كثير من الجماعات، أَوْرَدَهَا الْمَهَالِكَ.
فهل من معتبر؟ !
الثامن: إن حقيقة هذه الشبهة -عند إمعان النظر فيها- تفضي إلى الاستعجال، والتضجر، وليس إلى التأني والتصبر.
قال سيد رحمه الله (٢/ ٧١٢):
((كما أنها -أي: الحماسة والاندفاع- قد تكون منبعثة عن قِلَّةِ الاحتمال، والأذى، والهزيمة، فتدفعهم قِلَّةُ الاحتمال إلى طلب الحركة، والدفع، والانتصار، بأي شكل، دون تقدير لتكاليف الحركة، والدفع، والانتصار)).