للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: فأجمعوا أمركم وأمر شركائكم، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.

وقوئ: (فاجْمَعُوا) بوصل الألف مع فتح الميم (١)، من جمعت الشيء المتفرق، و {وَشُرَكَاءَكُمْ} عطف على المفعول على هذه القراءة، أي: فاجمعوا أمركم المتفرق، بمعنى: ضموا بعضه إلى بعض وشركاءكم المتفرقين.

وقيل التقدير: فأجمعوا ذوي أمركم، أي: رؤساءكم ووجوهكم، فحذف المضاف وجرى على المضاف إليه ما كان يجري على المضاف لو ثبت (٢).

وقد جوز أن تكون الواو أيضًا بمعنى مع على هذه القراءة (٣)، وهو ضعيف لما ذكرت آنفًا من أن الشرط في هذا الباب أن يكون الفعل لازمًا، وجَمَعَ متعدٍّ نافذٌ إلى الشركاء.

وقرئ: (فأجمعوا أمركم وشركاؤُكم) بالرفع (٤) عطفًا على الضمير المتصل في {فَأَجْمِعُوا}، وساغ عطفه عليه من غير تأكيد بالمنفصل لقيام الفاصل مقامه لطول الكلام به، وهو أمركم، كما تقول: قم إلى أخيك وأبو محمد، اضرب زيدًا وعمرو، فتعطف على الضمير من غير تأكيد بالمنفصل وإن كان مرفوعًا ومتصلًا لما ذكرت من طول الكلام بالفاصل بينهما، فاعرفه (٥).


(١) قرأها الأصمعي عن نافع كما في السبعة / ٣٢٨/. ورواية رويس عن يعقوب كما في معالم التنزيل ٢/ ٣٦٢. والنشر ٢/ ٢٨٥. وهي قراءة الأعرج، وأبي رجاء، وعاصم الجحدري، والزهري، والأعمش. انظر معاني النحاس ٣/ ٣٠٦. والمحتسب ١/ ٣١٤. والمحرر الوجيز ٩/ ٦٨.
(٢) الحجة ٤/ ٢٨٧ - ٢٨٨.
(٣) جوزها النحاس في إعرابه ٢/ ٦٨.
(٤) قرأها يعقوب وحده من العشرة، انظر المبسوط /٢٣٥/. والتذكرة ٢/ ٣٦٦. وهي قراءة الحسن، وابن أبي إسحاق وآخرين، انظر أيضًا معاني النحاس ٣/ ٣٠٦. والحجة ٤/ ٢٨٩. والمحتسب ١/ ٣١٤.
(٥) انظر في هذا أيضًا معاني الأخفش ١/ ٣٧٦. والمحتسب الموضع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>