للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧٣) فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (٧٤)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {لَيَقُولُونَّ} اللام جواب قسم محذوف، وأغنى جواب القسم عن جواب الشرط.

والجمهور على فتح اللام حملًا على لفظ (من)، وقرئ: (ليقولُن) بضمها (١)، حملًا على معنى (مَن)؛ لأنَّ قوله: {لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} (٢) في معنى الجمع.

وقوله: {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} أن مخففة من الثقيلة، و {لَمْ} عوض عما ذهب منها لوقوع الفعل بعدها، واسمها محذوف تقديره: كأنه لَمْ يكن.

وقرئ: (يكن) بالياء النقط من تحته حملًا على المعنى، لأنَّ المودة والود سواء، كما أن الموعظة والوعظ كذلك، أو للحائل، أو لأنَّ التأنيث غير حقيقي، وبالتاء النقط من فوقها (٣)، حملًا على لفظ المودة، وهذه الجملة معترضة بين الفعل الذي هو {لَيَقُولَنَّ} وبين معموله وهو {يَالَيْتَنِي}، فلا يكون لها موضع من الإِعراب، كأنه قيل: ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزًا عظيمًا كأن لَمْ يكن بينكم وبينه مودة.

وقيل: ليست بمعترضة بل هي معمولة أيضًا لقوله: {لَيَقُولَنَّ}،


(١) هي قراءة الحسن كما في معاني النحاس ٢/ ١٣٢، والمحتسب ١/ ١٩٢، والكشاف ١/ ٢٨٠، والمحرر الوجيز ٤/ ١٧٤.
(٢) من الآية السابقة.
(٣) هذه قراءة ابن كثير، وحفص عن عاصم، ويعقوب. وقرأ الباقون، وأبو بكر عن عاصم: (يكن) بالياء. انظر السبعة/ ٢٣٥/، والحجة ٣/ ١٧٠ - ١٧١، والمبسوط/ ١٨٠/، والتذكرة ٢/ ٣٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>