للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا سئل عن تفسير القرآن سكت كأن لم يسمع (١).

الصورة الثالثة: جعل القول في القرآن بالرأي سبباً من أسباب اختلاف الأمة المنهي عنه، المفضي إلى التنازع والاقتتال، فعندما سأل عمر ابن عباس: «كيف تختلف هذه الأمة، وكتابها واحد، ونبيها واحد، وقبلتها واحدة؟ ، فقال ابن عباس: يا أمير المؤمنين إنا أنزل علينا القرآن، فقرأناه وعلمنا فيم نزل، وإنه سيكون بعدنا أقوام يقرؤون القرآن لا يدرون فيم نزل، فيكون لهم فيه رأي، فإذا كان لهم فيه رأي اختلفوا، فإذا اختلفوا اقتتلوا، فزبره عمر وانتهره، فانصرف ابن عباس، ونظر عمر فيما قال، فعرفه فأرسل إليه، فقال: أعد عليَّ ما قلت، فأعاده عليه، فعرف عمر قوله وأعجبه» (٢).

الصورة الرابعة: انتقاد بعض رجال التفسير بسبب تفسيرهم القرآن بالرأي، فقد قيل لعبيد الله بن عمر: إن الناس يتكلمون في زيد بن أسلم، فقال: «لا أعلم به بأساً إلا أنه يفسر القرآن برأيه ويكثر منه» (٣).


(١) انظر (ص ٧٩).
(٢) فضائل القرآن لأبي عبيد (١/ ٢٨١)، وسنن سعيد بن منصور (١/ ١٧٦)، والجامع لشعب الإيمان للبيهقي (٥/ ٢٣٠)، والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٢/ ١٩٤).
(٣) الجرح والتعديل (١/ ٢/٥٥٥)، والكامل في الضعفاء (٤/ ١٦٤)، وتاريخ دمشق (١٩/ ٢٨٩).

<<  <   >  >>