للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نصوص كثيرة جداً (١)، ومناسبته هنا ما بيّنه ابن سيرين من أن مجالستهم قد تؤدي إلى الإقرار والتسليم بما يلقونه من التأويلات الباطلة للكتاب العزيز، والتي تؤيد معتقداتهم، وليس كل شخص لديه القدرة على دفعها وردها، فقد يوافقهم فيها، فيقع منه الخلل في فهم كتاب الله تعالى، أو على أقل تقدير تحدث له تشويشاً في عقيدته أو تشكيكاً في مسلماته.

وهذا المنهج الوقائي من السلف له أثر قوي في دفع شبهات أهل البدع وتحريفاتهم للآيات القرآنية، وإذا التزم بهذا المنهج الوقائي فلن يجد المبتدعة بيئة مناسبة بين عامة المسلمين لبثها وترويجها.

ثانياً: الشدة في الرد عليهم وإغلاظ القول لهم، لما علموه من مقصدهم الفاسد في تأويل النصوص، ومن شواهده:

١ - قول ابن عباس لابن الأزرق: «ثكلتك أمك»، وقوله: «ويحك» (٢).

٢ - وقال له حين ناظره في معنى الورود: «أما أنا وأنت فسندخلها، فانظر


(١) عقد ابن وضاح في كتابه " ما جاء في البدع " (ص ١٠٤) باباً في النهي عن الجلوس مع أهل البدع وخلطتهم والمشي معهم، وكذلك فعل ابن بطة في الإبانة "الإيمان" (٢/ ٤٢٩)، فقد عقد باباً في التحذير من صحبة قوم يمرضون القلوب ويفسدون الإيمان، وانظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (١/ ١٣٣ - ١٣٨)، والاعتقاد للبيهقي (ص ٣٥٨).
(٢) تاريخ بغداد (١٢/ ٣٠٢)، والدر المنثور (٢/ ٣٤٤ - ٣٤٥)

<<  <   >  >>