قال ابن عبد البر: وَصَالِح مولى التوءمة مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ مَنْ لَا يَقْبَلُ شَيْءٌ مِنْ حَدِيثِهِ لِضَعْفِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْبَلُ مِنْ حَدِيثِهِ مَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْهُ خَاصَّةً لِأَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ وَلَا خِلَافَ أَنَّهُ اخْتَلَطَ فَكَانَ لَا يَضْبِطُ وَلَا يَعْرِفُ مَا يَأْتِي بِهِ وَمِثْلُ هَذَا لَيْسَ بِحُجَّةٍ فِيمَا انْفَرَدَ بِهِ، وَلَيْسَ يُعْرَفُ هَذَا الْحَدِيثُ - أي الحديث المذكور أعلاه -مِنْ غَيْرِ رِوَايَتِهِ الْبَتَّةَ. ا. هـ ولكن نقول: أنَّ صالحاً وإن كان قد اختلط، فإنَّ هذا الحديث قد رواه عنه ابن أبى ذئب، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط، كما نص على ذلك ابن معين وابن عدى والجوزجاني وابن القيم والألباني، وعليه فلا وجه لتضعيف الحديث، ولذلك قال الإمام ابن قيم بعد أن ذكر بعض ما قيل في صالح هذا: "وهذا الحديث حسن، فإنه من رواية ابن أبي ذئب عنه وسماعه منه قديم قبل اختلاطه، فلا يكون اختلاطه موجبا لرد ما حدث به قبل الاختلاط "، قال ابن حجر: صدوق، اختلط بآخره، ا. هـ. وعليه فالحديث لا يقل عن درجة الحسن، وانظرتهذيب التهذيب (٢/ ٥٤١) والتمهيد (٨/ ٥٤٧) ونصب الراية (٢/ ٢٨٣) وزاد المعاد (١/ ١٩٩) والسلسلة الصحيحة (٥/ ٤٦٥) ونثل النبال (٢/ ٦٨٨) (٢) وانظر الاستذكار (٣/ ٤٦) وفيض القدير (٦/ ١٧١) والسلسلة الصحيحة (٤/ ٢٣٥١) (٣) وانظر الإفصاح (١/ ٢٨٠) وحاشية ابن القيم على السنن (٦/ ٨٦) وشرح السنة (٣/ ٢٤٦) (٤) انظر حاشية السندى على ابن ماجه (١/ ٤٦٣) (٥) انظر نصب الراية (٢/ ٢٨٣) وفيض القدير (٦/ ١٧١) والتعليقات الرضية (١/ ٤٤٥)