للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ألحق أهل العلم بهذا من كانت حرفتة لها رائحة مؤذية، ومن كان به مرض يتأذى به الناس، كجذام أو برص. (١)

والحاصل: أنه ينبغي لكل مسلم ألا يدخل المسجد إلا وهو طيِّب الرائحة، منظِّف نفسه وثيابه عن كل ما من شأنه أنْ يزكم نفوس المصلِّين ويؤذيهم ممَّا ينبعث منه من روائح منتنة، من شأنها أنْ ئؤذي المصلِّين وتُذهب عنهم الخشوع والارتياح في الصلاة، أو ينتج عنه سب هذا الرجل والوقوع في عرضه لإهماله النظافة في ملبسه وبدنه.

[ومن الأمورالهامة التي تتعلق بهذا الباب]

[١ - حملات التبرع بالدم في المساجد]

وهذا مانراه في كثير من المساجد ,وهذا الأمر ممَّا يحذر فعله فى المساجد؛ وذلك لعدة أمور:

أ - المساجد لم تبن لهذه الأمور فالأصل في المساجد توظيفها لإقامة الصلاة وذكر الله ودروس العلم والقرآن ونحو ذلك ,قال تعالى: (ومساجد يُذكر فيها اسم الله كثيراً) وقال صلى الله عليه وسلم للأعرابي (إنَّ المساجد لم تبن لهذا ,وإنما بنيت لذكر الله)


(١) بل قد ألحقوا بذلك من يؤذي الناس بلسانه، قال ابن عبد البر - رحمه الله -: وَقَدْ شَاهَدْتُ شَيْخَنَا أَبَا عُمَرَ الْإِشْبِيلِيَّ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هَاشِمٍ أَفْتَى فِي رَجُلٍ شَكَاهُ جِيرَانُهُ وَأَثْبَتُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ يُؤْذِيهِمْ فِي الْمَسْجِدِ بِلِسَانِهِ وَيَدِهِ - بِأَنْ يُخْرَجَ عَنِ الْمَسْجِدِ وَيُبْعَدَ عَنْهُ فَقُلْتُ لَهُ وَمَا هَذَا وَقَدْ كَانَ فِي أَدَبِهِ بِالسَّوْطِ مَا يَرْدَعُهُ فَقَالَ الِاقْتِدَاءُ بِحَدِيثِ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَوْلَى، وَنَزَعَ بِحَدِيثِ عُمَرَ الْمَذْكُورِ (لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا وَجَدَ رِيحَهُمَا مِنَ الرَّجُلِ فِي الْمَسْجِدِ، أَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ إِلَى الْبَقِيعِ) وانظر الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (٣/ ٤١١) والاستذكار (١/ ١١٨) وشرح الموطأ للزرقاني (١/ ١١٥) والجامع لأحكام القرآن (١٢/ ٢٦٨)

<<  <   >  >>