للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- فاعتبروا يا أولي الألباب:

إذا كان الشرع قد حرَّم على المرء إذا أكل بصلاً أو ثوماً - على الرغم من إباحة أكلهما بالسنة والإجماع (١) - أن يأتي المسجد لئلا يؤذى أهل المسجد، فكيف بمن يجمع بين السوأتين، وذلك حين يؤذى المصلين والملائكة برائحة فمه من آثار رائحة التدخين الذي حرَّمه الشرع، فيجمع بين سوء الفعل -الذي هو التد خين وسوء الرائحة.

وإنك لترى العجب من بعض المد خنين، فبدلاً من أن يقلع الواحد منهم عن هذه السيئة التى حرَّمها الشرع، تراه يقلع عن إتيان المساجد بحجة حرصه على عدم إيذاء المصلين! ! (٢)

[ومن هذا الباب نطرق مسألة أخرى]

*وهى ما نراه من بعض إخواننا -الذين يعملون في مهنة إصلاح السيارات مثلاً - يأتون المسجد بثياب العمل التي تؤذى ثياب من يصلِّي بجوارهم، وتسبب وسخاً في فُرُش المسجد، وهذا ممَّا قد نهى عنه الشرع (٣)، فقد


(١) والنص على إباحة أكل الثوم والبصل قوله صلى الله عيه وسلم (كُلُوه، ومن أكله منكم فلا يَقْرَبْ هذا المسجد حتى يذهب ريحُه منه) أخرجه مسلم وأبو داود، كذلك قد نقل ابن الملقن والقاضي عياض الإجماع على ذلك، وانظر الإعلام (٣/ ٤٠٦) وإكمال المُعْلِم (٢/ ٤٩٧)
(٢) قال العلامة الألباني - رحمه الله: قد قال صلى الله عليه وسلم: "من أكل من هذه الشجرة - يعني الثوم - فلا يقربن مسجدنا "، هذا حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -الصادق فيمن أكل الثوم الحلال النافع، أن يطرد من المسجد، فماذا يكون حكمه يا ترى فيمن يدمن شرب الدخان الضار؟ ! فاعتبروا يا أولي الأبصار.
(٣) في حين أنَّ الواحد منهم لا يستطيع أن يفعل ذلك إذا ما دخل بيته، بل تراه إذا توجَّه لبيته تجمل وتزين، أليس الله أحق أن يتزين له؟ ! بلى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "فإنَّ الله أحق أن يتزين له "، فما لكم لا ترجون لبيت الله وقاراً؟ ؟ ! !

<<  <   >  >>