قال شيخ الإسلام: نص عامة العلماء على أنَّه لو نذر السفر إلى مسجد قباء، لم يوف بنذره، وهذا مذهب الأئمة الأربعة وأتباعهم؛ لأنه نهى عن السفر إلى غير المساجد الثلاثة، وإنما يستحب إتيان مسجد قباء من قريب، مثل أن يكون بالمدينة فيذهب إليه، كما ثبت في الصحيح عن ابن عمر: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يأتي قباء كل سبتٍ راكبًا، وماشيًا. ا. هـ (١)
(١) وانظر قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام وعبادات أهل الشرك (١/ ٦٢) ... فائدة: القول بسنية إتيان مسجد قباء يوم السبت خاصة، استدلالاً بأثر ابن عمر، فيه نظر، والله أعلم، فقد ذكر العلماء أنَّ تخَصَّيص السَّبْتَ إنَّما كان لِأَجْلِ مُوَاصَلَتِهِ لِأَهْلِ قُبَاءٍ وَتَفَقُّدِهِ لِحَالِ مَنْ تَأَخَّرَ مِنْهُمْ عَنْ حُضُورِ الْجُمُعَةِ مَعَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَسْجِدِهِ بِالْمَدِينَةِ، ومما يؤيد أنَّ السبت ليس مقصوداً لذاته، ما أخرجه أحمد بسند صحيح (١١٤٣٤) عن أبى سعيد الخدرى- رضى الله عنه -: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى قباء يوم الأثنين، ، وانظر شرح الزرقاني على الموطأ (١/ ٥٧٧) ورسالة أحكام العمرة للمصنف (ص/١٢)