للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤ - تعمير المساجد من أسباب الظلال]

عن أبي هريرة- رضى الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: ذكر منهم، ورجل قلبه معلقٌ بالمساجد. (١)

قال ابن عبد البر: ومن كان في ظل الله يوم القيامة، يوم لا ظل إلا ظله، نجا من هول الموقف إن شاء الله ا. هـ (٢) ... وقَوْلُهُ -صلى الله عليه وسلم -: " مُعَلَّقٌ بالْمَسَاجِدِ": ... ظَاهِرُهُ أَنَّهُ مِنَ التَّعْلِيقِ، كَأَنَّهُ شَبَّهَهُ بِالشَّىءِ الْمُعَلَّقِ فِى الْمَسْجِدِ كَالْقِنْدِيلِ مَثَلًا، إِشَارَةً إِلَى طُولِ الْمُلَازَمَةِ بِقَلْبِهِ وَإِنْ كَانَ جَسَدُهُ خَارِجًا عَنْهُ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ رِوَايَةُ الْجَوْزَقِى كَأَنَّمَا قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِى الْمَسْجِدِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْعَلَاقَةِ وَهِى شِدَّةُ الْحُبِّ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ رِوَايَةُ أَحْمَدَ "مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِد ". (٣)


(١) أخرجه أحمد (٩٦٦٥) والبخارى (٦٦٠) ومسلم (١٠٣١)
فائدة: والمقصود بالظل: هو ظل عرش الله - عز وجل -، كما ورد ذلك فى رواية البزار (٨١٨٢) والبيهقى فى الأسماء والصفات (٧٩٣) وسندها صحيح بلفظ " سبعة في ظل العرش يظلهم الله يوم لا ظل إلاَّ ظله "، وقد ورد ما يوضح ذلك المعنى فى غير ذلك من الأحاديث، فعن أبي اليسر - رضي الله عنه- مرفوعاً: ((من أنظر معسِراً، أو وضع عنه؛ أظلَّه الله يوم القيامة تحت ظل عرشه، يوم لا ظلَّ إلا ظِله) أخرجه أحمد (٨٧١١) والترمذى (١٣٠٦) وصححه الألبانى.
وإنما أضيف الظل إلى الله إضافة تشريف لهذا العرش. ولا ليس الظل صفة لله؛ وذلك لأنَّ الظل معنى لا يقوم بالله - تعالى -.
(٢) ذكره فى التمهيد (٢/ ٢٨٣)
(٣) انظر فتح البارى (٢/ ٦٠٢) وترطيب الأفواه (١/ ٣١٥)

<<  <   >  >>