للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويدل على ضعف ذلك حديث أنس - رضى الله عنه- حينما صلَّى خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - فوقف اليتيم بجوار أنس رضي الله عنه.

ولو كان الصبي يُمنع من الصف مع الرجال , لقام أنس - رضي الله عنه -عن يمين النبي - صلى الله عليه وسلم - واليتيم خلفهما، والله أعلم. (١)

فإذا كان الصبي يعقل ويصطف كغيره من المصلِّين فهنا لا حرج، بل كل الخير في إحضاره إلى المسجد لترغيبه في الصلاة وليتعلق قلبه ببيت الله عز وجل.

قال السعدي: "الصبي الذي يعقل الصلاة لا يجوز إبعاده عن الصف، ولا يؤخرعنه، لأنه استحق المكان، فيترك فيه لأجل ترغيبه في الصلاة" ا. هـ.

قلت: كما أنَّ جعل الصبيان في صفوف خلف الرجال - مع ما فيه من مخالفة السنة - يترتب عليه مفسدة؛ وذلك بالتشويش على المصلين ,حيث أنَّ اجتماع الصبيان يشجع بعضهم بعضاً على التلاعب أثناء الصلاة.

فائدة: ما رُوى مرفوعاً (جنِّبوا صبيانكم مساجدكم) فهذا ممَّا يستدل به الكثيرعلى عدم جواز اصطحاب الأطفال إلى المساجد، ولكنه لم يصح سنده عن النبي صلى الله عليه وسلم. (٢)

[فصل في: صلاة النفل في البيوت: -]

ومن المسائل الهامة التي تتعلق بهذا الباب من أحكام المساجد: صلاة النفل في البيوت , فقد دلت أدلة الشرع على أفضلية صلاة السنن في البيوت عن أدائها في المساجد، ونذكر من هذه الأدلة: -

١ - عن زيد بن ثابت - رضى الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة. (٣)


(١) أخرجه البخاري (٣٨٠) ومسلم (٦٥٨)
(٢) وسيأتي تخريجه وبيان سبب ضعفه في فصل: "أحاديث لا تصح في باب المساجد".
(٣) رواه الجماعة.

<<  <   >  >>