للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه النغمات التي نسمعها أثناء الصلاة تجمع بين جملة من المساوىء منها: -

١ - إذهاب خشوع المصلِّين , والذي هو -أي الخشوع- رأس مال المصلِّي بين يدي ربه عزوجل.

٢ - علو صوت النغمات بالموسيقى المحرَّمة في بيوت الله التي ما أذن الله - تعالى - أنْ ترفع إلا ليذكر فيها اسمه.

لذا فعلى من يحمل مثل هذه النغمات أن يخشى عاقبة هذا الأمر؛ وذلك حين يتحمل ذنوباً بعدد هؤلاء المصلين الذي كان سبباً في تضيع خشوعهم في الصلاة.

وممَّا يدل على حرمة هذه النغمات الموسيقية وبصفة خاصة في المساجد قوله تعالى (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) فالمراد بقوله تعالى (أن ترفع) أي تعظَّم , فلا يذكر فيها الخنى من الأقوال وأنْ تنظف من الأدناس والأنجاس ولا ترفع فيها الأصوات. (١)

يا صاحبَ المحمولِ رفقاً ... نرجو الهدوء بمساجد الرحمن

بربنا لا تؤذنا حين الصلاة ... برنين أجراس وألحان

هذا الرنين يصدُّنا عن طاعة الله ... وتزيد معه وساوس الشيطان

فاقطع رعاك الله أي علاقة ... بالخلق حين عبادة الرحمن

فعلى من يحمل هذه الهواتف أنْ:

١ - يغيِّر هذه النغمات المحرمة، ويستبدلها بـ" مقاطع" لا طرب فيها، أو بأناشيد لا موسيقى فيها. (٢)

٢ - يغلق المحمول عند دخوله إلى المسجد، فأنت كما تخلع حذاءك على باب المسجد، فاخلع معه الدنيا وما يصلك بها، ومن ذلك: هذا الهاتف الجوال، فالصلاة صلة بينك وبين ربك، والهاتف صلة بينك وبين الناس، فأيُّهما تقدِّم؟ ؟


(١) وانظر نيل الأوطار (٢/ ١٥٠) والجامع لأحكام القران (٦/ ١٧٦)
(٢) أما جعل الأدعية الشرعية آلة تنبيه على الهاتف فهذا مما لا يليق بها، فالدعاء عبادة، فكيف نجعله وسيلة تنبيه على الهاتف؟ ! ! كما أنَّه قد تأتيك مكالمة وأنت في الخلاء، فتكون قد أدخلت ذكْر الله -تعالى-إلى أماكن النجاسات، وهذا مما يحرم فعله.

<<  <   >  >>